الأزمة تحول قطر إلى ATM !
لا يمكن إنكار معاناة قطر من الآثار السلبية لأزمتها مع جيرانها على اقتصادها، واستنزاف مدخراتها في مواجهة هذه الآثار التي جعلت فاتورة اقتصادها أكثر كلفة مما كانت عليه عندما امتلكت علاقات طبيعية مع جيرانها !
القطريون لا يدفعون فاتورة مضاعفة لمواجهة الكلفة الاقتصادية للمقاطعة وحسب، بل باتوا يدفعون فواتير عديدة لشراء المواقف السياسية والإعلامية. والانتهازيون في واشنطن وأنقرة وطهران وبعض العواصم الأوروبية، باتوا يفهمون العقلية التي تسيطر على القرار في الدوحة، ويستغلونها جيدا في احتلاب أموالها، بل إن المثير للسخرية والشفقة أيضا أنه حتى بعض أصحاب عربات دراجات الجولات السياحية في أكسفورد وريجنت بلندن استغلوا عقلية الإنفاق القطرية ليبيعوا الوهم لسفارة قطر مقابل رفع الأعلام القطرية وبث أغاني تمجيد أمير قطر، في مدينة لا يعرف أغلب سكانها وسياحها أين تقع قطر أو من يحكمها !
منذ بداية الأزمة قلت إن أخوة وصداقة الخليجيين مجانية ولا تكلف سلطة قطر شيئا سوى حسن الجوار وإخلاص النية وكف البلاء، بينما مواقف الآخرين مدفوعة الثمن وقصيرة الأجل، وتظن أنك تشتري بها كرامتك الوطنية بينما أنت تبيعها !
نقلا عن "عكاظ"